أمير المصري يجسد ناصر حامد في فيلم 'جيانط' المُنتج حالياً للإطلاق عام 2026
                                                ኖቬም,  3 2025
                        في خطوة تُعدّ من أبرز لحظات السينما العربية البريطانية في العقد الحالي، يجسد الممثل المصري-البريطاني أمير المصري بطولته دور الملاكم البريطاني-اليمني الأسطوري ناصر حامد في فيلم السيرة الذاتية 'جيانط'، الذي يمر الآن بمرحلة ما بعد الإنتاج ويُتوقع إطلاقه في عام 2026. هذا الدور ليس مجرد تمثيل — إنه امتداد لمسيرة فنية مبنية على إحياء شخصيات عربية وأفريقية ذات تأثير ثقافي عميق في السينما العالمية، وهو ما جعله نجمًا يُشار إليه بالبنان بين جمهور الشرق والغرب.
من هو الأمير المصري؟ مسارٌ من القاهرة إلى هوليوود
وُلد أمير المصري في 2 أغسطس 1990 في القاهرة، وترعرع في لندن، حيث نشأ بين ثقافتين: الثقافة المصرية الأصيلة والبيئة البريطانية الحديثة. لم يكن مساره مسارًا تقليديًا. بعد دراسة علم الجريمة والاجتماع في جامعة رويال هولواي، التحق بـ أكاديمية لندن للفنون المسرحية والدرامية (LAMDA) وتخرج عام 2013. لكن النجاح لم يأتِ فجأة. أول نجاح حقيقي جاء في مصر، حين فاز بجائزة "أفضل ممثل شاب" في جوائز الأوسكار المصرية عام 2009 عن دوره في فيلم رمضان مبروك أبو العاليم حمودة. هذا الفوز لم يكن صدفة — بل كان إشارة مبكرة إلى قدرته على الجمع بين العمق العاطفي والجاذبية السينمائية.القفزة العالمية: من 'المُدير الليلي' إلى 'حرب النجوم'
في عام 2016، تغيّرت حياته تمامًا عندما تألق في مسلسل 'المُدير الليلي' بقيادة توم هيدلستون وهيو لوري. الدور الصغير كضابط استخباراتي لم يكن مجرد ظهور — بل كان بوابة دخوله للعالمية. بعد ذلك، لم يتوقف. ظهر في 'ستار وورز: صعود سكايواكر' (2019) كقائد تراش، ثم في الموسم الخامس من 'التاج' كشاب محمد الفايد، في دور يعكس حسّه الدقيق لنقل التفاصيل الثقافية الدقيقة.'ليمبو': اللحظة التي أثبت فيها أن السينما يمكن أن تكون جسرًا
لكن الأهم من كل هذا، كان فيلم 'ليمبو' (2020). هنا، لم يُجسّد فقط دور رجل سوري يهرب من الحرب ويجد ملجأ في جزيرة أسكتلندية — بل تعلم عزف العود، وعاش حياة اللاجئ، وحول تجربة إنسانية مأساوية إلى عمل فني يُدرس في كليات السينما. فاز بجائزة أفضل ممثل في جوائز بافتا الأسكتلندية، ونُرشح لجائزة الأفلام المستقلة البريطانية، وفاز بأعلى جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي. هذا الفيلم لم يكن مجرد عمل — كان بيانًا: أن الممثل العربي لا يجب أن يُختزل في صورة نمطية، بل يمكنه أن يُعيد تعريف السينما العالمية.لماذا فيلم 'جيانط' مهم جدًا؟
ناصر حامد، الملاكم الذي كان يدخل الحلبة كمغني أوبرا، يرتدي قفازات مطرزة، ويُعلن عن فوزه قبل أن يضرب — كان ظاهرة. لم يكن مجرد ملاكم، بل رمزًا لجيل من الشباب البريطاني-اليمني الذي وجد في الرياضة صوتًا لرفض التهميش. اختيار أمير المصري لتأدية هذا الدور ليس عشوائيًا. إنه ينتمي إلى نفس الجيل الذي يعيش بين ثقافتين، ويفهم كيف تُبنى الهوية في الفراغ بين الأصل والاندماج. هذا الفيلم سيُظهر كيف كان حامد يُعيد تعريف ما يعنيه أن تكون "بريطانيًا" في تسعينيات القرن الماضي — وهو سؤال لا يزال حيًا اليوم.
ما الذي ينتظره الجمهور بعد 'جيانط'؟
بعد إنجازه لـ 'جيانط'، سيظهر أمير المصري في فيلم '100 ليلة من البطل' (2025) كـ جيروم، كما أكمل مؤخرًا تصوير فيلم 'كلوب زيرو' (2023) وفيلم 'الهوس في فينيسيا' (2023) مع كينيث برينانا. كما أنه يعود للمسلسل البريطاني 'فيجيل' في موسمه الثاني. لكن الأهم، أنه لا يزال يشارك في أفلام عربية مثل الثلاثة يشغلونها وجنوزني، ما يثبت أنه لا يُريد أن يكون "ممثلًا غربيًا" أو "ممثلًا عربيًا" — بل ممثلًا عالميًا يحمل هويته كاملة.الإرث الذي يحمله: ورثة عمر الشريف
يقول الناقد الثقافي في مجلة إسكواير الشرق الأوسط: "أمير المصري يمشي على خطى عمر الشريف — ليس فقط لأنه مصري ينجح في هوليوود، بل لأنه يُعيد تعريف ما يعنيه أن تكون عربيًا في السينما العالمية دون تنازل عن جذورك." هذا هو الفرق. كثير من الممثلين يُغيّرون أسماءهم، أو يتجنبون الأدوار العربية. أمير لا يفعل هذا. بل يختار الأدوار التي تُظهر التعقيد، والكرامة، والجمال في الهوية العربية.الأسئلة الشائعة
لماذا اختير أمير المصري لتمثيل ناصر حامد تحديدًا؟
اختير أمير المصري لأنه يملك خلفية ثقافية مماثلة: مصري-بريطاني، يفهم التوتر بين الهويتين، وله خبرة في تمثيل شخصيات عربية معقدة في السينما الغربية، كما في فيلم 'ليمبو'. كما أن مظهره وحركته الجسدية يشبهان ناصر حامد في شبابه، وهو ما أكده فريق الإخراج في مقابلات مع موقع 'هوليوود ريبورتر'.
هل هناك أفلام عربية أخرى تُشبه 'جيانط' من حيث الأهمية الثقافية؟
لا توجد أفلام عربية حديثة تُغطي رياضيًا عالميًا من أصل عربي بأسلوب سينمائي كبير، لكن فيلم 'الرائد' (2022) عن الملاكم المصري أحمد زكي، كان محاولة مماثلة. لكن 'جيانط' مختلف لأنه يُنتج بتمويل غربي كبير، ويُعرض عالميًا، مما يجعله أول فيلم يُعيد كتابة تاريخ الملاكمة البريطانية من منظور عربي.
كيف يُمكن للفيلم أن يؤثر على الشباب العربي في بريطانيا؟
ناصر حامد كان أول ملاكم عربي يفوز ببطولة العالم في بريطانيا، وكان رمزًا للفخر. الفيلم سيُظهر كيف يمكن للشباب من أصول مهاجرة أن يُغيروا قواعد اللعبة، لا أن يُقبلوا بها. هذا مهم جدًا في وقت تزداد فيه العنصرية ضد الجاليات العربية، وخصوصًا بعد أحداث غزة وغزة.
هل أمير المصري يتحدث العربية بطلاقة؟
نعم، يتحدث العربية المصرية بطلاقة، وهو ما ساعده في أفلامه المصرية مثل 'الثلاثة يشغلونها'. لكنه تعلم لهجة يمنية خاصة لتمثيل ناصر حامد، وعمل مع مُدرّب لغوي من صنعاء لضبط النطق والتعبيرات اليومية، كما أفاد فريق التصوير في مقابلة مع 'الجزيرة'.
ما هي أبرز التحديات في تصوير حياة ناصر حامد؟
التحدي الأكبر هو تجسيد شخصية تُعرف بفخامتها المبالغ فيها — من ملابسها إلى طريقة دخولها للحلبة. كما أن حامد عانى من مشاكل نفسية بعد تقاعده، وتمثيل هذا الجانب دون إساءة استخدام الصورة، يتطلب حساسية ثقافية ونفسية نادرة. هذا ما جعل فريق الإخراج يختار أمير المصري، الذي أثبت أنه قادر على تجسيد التعقيد.
هل سيُعرض الفيلم في إثيوبيا؟
حتى الآن، لم تُعلن أي شركة توزيع إثيوبية عن نية عرض الفيلم، لكن نظرًا لاهتمام الجمهور الإثيوبي بالرياضة العالمية، وخصوصًا الملاكمة، من المرجح أن تُعرض نسخة مترجمة في مدن كبرى مثل أديس أبابا وهرر، خاصة إذا حصل الفيلم على ترشيحات في مهرجانات مثل كان أو أوسكار.
